تاريخ القفطان العثماني.. ما هو أصله
القفطان هو سترة أو رداء تتشابه نسبيًا مع الغلالة التي تعتبر جزء مهم في الكثير من الثقافات المختلفة، وغالبًا ما يصنع القفطان من الصوف أو الكشمير أ الحرير، كما يتم صنعه من القطن، وقد اكتسب القفطان أناط وأغراض مختلفة في المجموعات العرقية المختلفة كما تم الاختلاف على أصله، ونوضح عبر مقالنا في موقع منصتك أصل وتاريخ القفطان العثماني.
تاريخ القفطان العثماني ما هو أصله
يعتبر القفطان زي تراثي أيق ويتميز بصناعته الفاخرة، وقديمًا كان يتم ارتداؤه من قبل السلاطين والملوك، ثم أصبحت النساء ترتديه، وأصبح منه الكثير من الألوان والخامات التي تتناسب مع النساء.
وتعود أصول القفطان إلى المملكة المغربية في القرن 12 الميلادي وعهد دولة الموحدين، حيث سعى ملوك وسلاطين المملكة إلى ارتداء وي فخم يليق بمقامهم ومكانتهم، وتعتبر مدينة “فاس” هي المدينة الصناعية الأولى في المغرب، والتي كانت تحتوي على الكثير من مصانع النسيج التي قامت بتصميم القفطان للملوك والسلاطين في المملكة.
وكان القفطان في القرن 12 مختلف في الشكل عن القفطان المعروف اليوم، حيث كان يتميز بألوانه الداكنة والأكمام القصيرة، وكانت الرجال ترتديه فوق ملابس مصنوعة من الصوف الأسود؛ لكي تكون إطلالتهم أكثر فخامة، وتسهيل ركوب الخيل، وكانوا يرتدون غطاء مصنوع من الصوف على الرأس للحماية من البرد خصوصًا في فصل الشتاء.
أقرأ أيضًا: ما هو رمز قبيلة عسير؟ أصل قبيلة عسير وش يرجع؟
وصول القفطان المغربي إلى الجزائر
احتلت فرنسا دولة الجزائر في عام 1830 بعد انتهاء الحكم العثماني، وفي تلك الأثناء هرب الكثير من المواطنين الجزائريين إلى المملكة المغربية، وصدر أمر من السلطان عبد الرحمان ابن هاشم بمنح اللاجئين الجزائريين القفطان المغربي لإيوائهم في المملكة.
ودل على ذلك مجموعة من الرسومات اليدوية للسفراء المغاربة في الدول الأوروبية مرتدين القفطان المغربي قبل لجوء الجزائريين إلى مدينة تطوان.
أقرأ أيضًا: ما هي أهم المعالم التاريخية في العالم .. معلومات عامة ومتنوعة عن سور الصين العظيم
هل القفطان أصله عثماني
من أبرز الأسئلة التي يتم تداولها عن القفطان هل أصله مغربي أم جزائري، إلا أن بعض المراجع التاريخية أشارات إلى أن العثمانيين قاموا بنقل القفطان إلى الجزائر أولاً عن طريق حركات التجارة لمدينة فاس وتطوان خلال عهد المرينيين الذين حكموا المغرب خلال القرن 13 حتى القرن 15 ميلاديًا.
وأكدت بعض المراجع التاريخية الأخرى على أن العثمانيين قد وصلوا إلى دولة الجزائر في عام 1514 بعد انتهاء حكم المرينيين الذين ارتدوا القفطان كزي رسمي لهم.
أقرأ أيضًا: ما هي المآثر التاريخية لمدينة مراكش وأهم المعلومات عنها
تاريخ القفطان في الجزائر
كشفت بعض الصحف الجزائرية أن القفطان جزائري الاصل، وأثبتت ذلك من خلال “قفطان القاضي” ولبس الحكماء والأشخاص المرموقة في الجزائر خلال عهد إيالة الجزائر، وهي إيالة عثمانية في الأصل وتمتد من جبال طرارة في الغرب إلى القالة في الشرق، وتمتد من شمال الجزائر حتى حدود الصحراء الكبرى في الجنوب، وتمت نشأتها عام 1515 م وانتهت عام 1830 وهو تاريخ الاستعمار الفرنسي على الجزائر.
وتميز قفطان القاضي بالرقي والفخامة والتكلف، وغالبًا ما كان لونه أسود أو كحلي، وكانت تتم صناعته من القماش المخمل وتميز بالتطريز الذهبي، وتم تخصيصه للقضاة والباشوات والآغات.
وفي ظل ذلك الصراع القائم حول أصل القفطان مغربي أم جزائري يصعب الجزم بالأصل الحقيقي للقفطان، خاصة أن الدول التي تقع في شمال أفريقيا مشتركين في اللغة والدين والثقافة، وتجمعهم الكثير من العادات والتقاليد المتشابهة مع بعضها، خاصة في حقبة حكم الأمازيغ لهم.
القفطان في الثقافة الفارسية
قد تداولت بعض التقارير التاريخية أن القفطان وجد في الشعر والثقافة الفارسية كذلكن وأن كلمة “قفطان” تعني الزي العسكري للجنود في اللغة الفارسية، وقد ذكره الشاعر الفارسي أبو قاسم الفردوسي في كتابه “الشاهنامة” والتي يعني اسمه كتاب الملوك.
وبعد حدوث التوسع العربي في شمال أفريقيا قدموا القفطان معم، واختلف شكله ولونه على حسب ثقافة كل بلد وما يتناسب معها، وتلقى السفراء الأوروبيون خلال الحكم العثماني القفطان كهدية، وكان الإنجليز يحبون اللبس العثماني، ولكن غيروا في شكل القفطان الحقيقي في القرن الثامن عشر.
وفي النهاية نكون عرضنا لكم من خلال هذا المقال تاريخ القفطان العثماني ما هو أصله، كما تعرفنا على تفاصيل وصول القفطان المغربي إلى الجزائر، وأجبنا على سؤال هل القفطان أصله عثماني، كما أوضحنا تاريخ القفطان في الجزائر وفي الثقافة الفارسية.