كيف وصف البرق في الشعر الجاهلي وأجمل ما قيل عنه
البرق هو ظاهرة طبيعة تنشأ عن تفريغ كهربائي مفاجئ أثناء العواصف الرعدية، وكان شعراء العصر الجاهلي يذكرون الطبيعة بشكل كبير في أشعارهم، والتي كانت مرتبطة بالصحراء وما يحدث فيها من تغييرات، ووصف البرق في الشعر الجاهلي كان له مكانة رفيعة عند العرب، ومن خلال موقع منصتك سوف نعرض لكم أجمل ما قيل عن البرق في الشعر الجاهلي.
وصف البرق في الشعر الجاهلي
كان يأتي شعراء الجاهلية على ذكر البرق في قصائدهم الشعرية، وكان له مكانة معهودة عندهم، وهو في أصله مكان تتجمع فيه الحجارة والرمال والطين، وكان ينبت في هذا المكان على الأغلب نوع من البقل والشجر، والحجارة تتراوح ألوانها ما بين البياض، أو الحمرة والسواد، وهذه الأماكن كان محلًا للهو والمتعة واللقاء، لذا فالشعراء عندما كانوا يحنون إلى أيام الصبا كانوا يذكروا الرعد في قصائدهم، ومن أشهر من أتى على ذلك طرفة بن العبد في معلقته، حيث قال فيها ما يلي:
لِخَولَةَ أَطلالٌ بِبُرقَةِ ثَهمَدِ
تَلوحُ كَباقي الوَشمِ في ظاهِرِ اليَدِ
وُقوفاً بِها صَحبي عَلَيَّ مَطيَّهُم
يَقولونَ لا تَهلِك أَسىً وَتَجَلَّدِ
كَأَنَّ حُدوجَ المالِكيَّةِ غُدوَةً
خَلايا سَفينٍ بِالنَواصِفِ مِن دَدِ
عَدَوليَّةٌ أَو مِن سَفينِ اِبنِ يامِنٍ
يَجورُ بِها المَلّاحُ طَوراً وَيَهتَدي
اقرأ أيضًا: ما هو الاتجاه الواقعي في الشعر العربي الحديث .. اتجاهات الأدب في العصر الحديث
اقرأ أيضًا: أجمل بيوت الشعر العربي في الحب وكيف كان التعبير عنه قديمًا؟
أجمل ما قيل عن البرق في الشعر الجاهلي
يعتبر عبيد بن الأبرص من أوائل الشعراء الذين قاموا بوصف البرق والرعد في الكثير من القصائد الشعرية، ومن أبرز ما قيل عن البرق في قصائد عبيدة بن الأبرص ما يلي:
1- قصيدة هبت تلوم وليست ساعة اللاحي
الشاعر عبيد بن الأبرص في قصيدة هبت تلوم وليست ساعة اللاحي يعبر عن مراقبته المستمرة لحركة السحاب والبرق طوال الليل، ووصف قربه الشديد إلى الأرض، والذي يخيل إلى المشاهد قدرته على إمساكه البرق بيده، وبعدها يقوم الشعر بوصف شدة المطر، وما يفعله بالأرض عند نزوله على فتى يلعب المدحاة، وجاءت أبيات القصيدة على النحو التالي:
هَبَّت تَلومُ وَلَيسَت ساعَةَ اللاحي
هَلّا اِنتَظَرتِ بِهَذا اللَومُ إِصباحي
قاتَلَها اللَهُ تَلحاني وَقَد عَلِمَت
أَنَّ لِنَفسِيَ إِفسادي وَإِصلاحي
كانَ الشَبابُ يُلَهّينا وَيُعجِبُنا
فَما وَهَبنا وَلا بِعنا بِأَرباحِ
وَلا مَحالَةَ مِن قَبرٍ بِمَحنِيَةٍ
وَكَفَنٍ كَسَراةِ الثَورِ وَضّاحِ
يا مَن لِبَرقٍ أَبيتُ اللَيلَ أَرقُبُه
اقرأ أيضًا: ما هو المدح في العصر الأموي .. خصائص الشعر في العصر الأموي
2- قصيدة ما رعدت رعدة ولا برقت
يقوم الشاعر عبيد بن الأبرص بوصف البرق الذي يأتي بدون مطر، وذلك في قصيدة ما رعدت رعدة ولا برقت، والتي جاءت أبياتها كالتالي:
مــا رَعَـدَت رَعـدَةً وَلا بَـرَقَـت
لَكِــنَّهــا أُنـشِـأَت لَنـا خَـلِقَه
المـاءُ يَـجـري عَـلى نِظامٍ لَهُ
لَو يَـجِـدُ الماءُ مَخرَقاً خَرَقَه
بِـتـنـا وَبـاتَت عَلى نَمارِقِها
حَتّى بَدا الصُبحُ عَينُها أَرِقَه
البرق في الأمثال الشعبية
البرق ذكر في الكثير من الأمثال الشعبية التي يرددها العربي في المشارق والمغارب، وفي النقاط التالي بعض من هذه الأمثال:
- برق ما هو ببلادك لا تستخيل منه: هو مثل شعبي يعني ألا تنتظر خيرًا ممن لا خير فيه، مثل البرق الذي لا يلمع ولا تنظر مطره.
- زي البرق: يشير إلى السرعة الخاطفة مثل سرعة البرق.
- بروق ورعود عالفاضي: أي لا يوجد مطر، وهو مثل يطلق على التهديد الذي لا ينفذه صاحبه والذي يشبه البرق والرعد الذي لا يأتي بعدهم المطر.
- برق مسابق رعده: هو مثل يشير إلى شدة التسرع، وهو حقيقة لكن مبالغة لأن البرق يتقدم الرعد.
وإلى هنا نصل إلى نهاية مقالنا الذي عرضنا في أجمل ما قيل عن البرق في الشعر الجاهلي، وهو يحتل مكانة رفيعة في قلوب العرب خاصة البدو، لأنه يرتبط بالمطر الذي يتحكم في توزيع السكان، ورسم خطوط السير ورحلاتهم على الأرض.