ما هو التناص في الشعر العربي

بواسطةkiro Elbadryآخر تحديث1 مايو 2024 - 9:52ص

مصطلح التناص يستدعي التوقف المؤقت لتحديده في أصوله الوافدة والكشف عن مدى توافقه مع المرجعية العربية في التراث النقدي والبلاغي لأن أي مصطلح لا يكتسب شرعيته إلا بعد تعريبه، كما أن مراجعة التراث العربي تقربنا إلى مصطلح قريب من “التناص”، ومن خلال موقع منصتك سوف نشرح لكم ونقدم أهم المعلومات الخاصة واللازمة عن التناص.

محتويات المقال

مفهوم التناص كـ لغة واصطلاحًا

التناص مصدر من الفعل تناص أو تناصص وذلك بفك التضعيف ويعني ازدحم، فعندما نقول تناص الناس أي ازدحموا وهو فعل مزيد يعني الزيادة فيه هو الازدحام والمشاركة أيضًا يتضمن معنى المشاركة.

التناص هو العلاقة التي تربط نصًا أدبيًا بنص آخر أو استحضار نص أدبي داخل نص أدبي آخر وهو مرتبط بوجود علاقات بين النصوص المختلفة كما يقوم على فكرة عدم وجود نص بدأ من العدم.

يوجد للتناص العديد من المصطلحات التي تقابله في اللغة العربية مثل النصوصية، التناصية، التداخل النصي والتفاعل النصي وكل هذه تشير إلى ذات المعنى وتعتبر جوليا كريستيفا رائدة هذا المصطلح في الوقت الحديث.

أن زمن الحداثة الشعرية واجهنا بالعديد من الدواوين التي اعتمدت التناص في كل قصائدها بل في كل هذه القصائد مع إضافة ظاهرة التنصيص بحيث يمكن القول إن الديوان في مجمله دفقه تناصيه خالصة ويمكن توثيق هذا الادعاء بالتوقف أمام دواوين أدونيس هو ديوان أغاني مهيار الدمشقي حيث يظل مهيار حاضرًا في عالم الديوان سواء كانت عوالم بأدونيس وواقعه أم خاصة بمهيار.

أصول التناص في الأدب العربي

للتناص شواهد كثيرة في الأدب العربي قديمًا تدل على وجود هذه الفكرة في ذهن الشاعر أو الناقد العربي، فالشعراء الجاهليين عبروا عن الفكرة بطريقتهم وضمنوا التناص في الشعر.

قال عنتر بن شداد في معلقته (هل غادر الشعراء من متردم) (ام هل عرفت الدار بعد توهم *) في البيت السابق إشارة واضحة إلى أن عنترة يعترف بان من سبقه من الشعراء لم يتركوا مجالاً أو موضوعًا لم يتحدثوا فيه.

من الجدير بالذكر أن قول أبي هلال العسكري أنه لا يحكم النص المتأخر إذا أخذ من المتقدم أنه سرق منه بل يعتبر التشابه في المعنى مع الاختلاف في اللفظ أمر طبيعي من الممكن حدوثه دون أن ينفي صفة الابداع عن النص المتأخر وصاحبه.

التناص في النقد الحديث

لقد أشرنا إلى جوليا كريستيفا التي تُعتبر رائدة هذا المصطلح حديثًا إذ إنها اعتبرت كل نص لوحة فسيفساء من الاقتباسات من نصوص أخرى.

وكل نص يتضمن نص سبقه ولابد أنه تفاعل معه لكي يخرج بصيغته الجديدة، كما أعتبر رولان بارت أن الأدب هو نص واحد وكل نص يتفاعل مع مجموعة نصوص سبقته ليعيد توزيعها بشكل جديد.

أهم أشكال التناص

توجد أشكال عديدة للتناص، سوف نذكر لكم أهمها فقط من خلال السطور التالية:

التناص في الشكل والمضمون: حيث يكون التناص على مستوى الشكل متعلق بتراكيب الجمل والتراكيب اللغوية ولكن على مستوي المضمون فهو يُعني ببنية النص وما يحمله من استعارة وتشبيه.
التناص الإجباري والاختياري: اتفق الدارسون ان التناص يحدث عن طريق المحاكاة بنوعيها النقيضة والمعارضة فالكاتب الذي يُعارض يكون لديه نص يعتبره نموذجًا يسير على خطاه.
أهم الأمثلة قول الفرزدق.
ان الذي سَمَكَ السَماء بَني لَنا.
بيتًا دعائمه أعز وأطول.

التناص الداخلي والخارجي

يعتبر التناص الداخلي هو تناص الكاتب مع نفسه في ذات النص أو في نصوص أخرى مثل تكرار نفس الكلمة في أكثر من نص لديه.

بينما يُعرف التناص الخارجي بأنه عبارة عن تشابه أو تماثل بين نصوص مختلفة لا تعود إلى نفس الكاتب.

وفي الختام نتمنى أن نكون قد قدمنا لكم معلومات مستوفية وشاملة لمفهوم التناص وكل ما يخص مصطلح التناص سواء في الشعر أو الأدب وكذلك أيضًا النقد الحديث وقدمنا لكم أهم المعلومات عن أشكال التناص أيضًا ويُرجى في حالة البحث عن أي معلومة خاصة بالتناص بضرورة الرجوع إلى هذه الموسوعة.