ما هي الصورة الشعرية عند أبي نواس .. مظاهر التجديد في شعر أبي نواس
ما هي الصورة الشعرية عند أبي نواس؟ وما هي مظاهر التجديد في شعر أبي نواس؟ هذا ما نجيب عنه ونتعرف عليه بشكل دقيق من خلال موقع منصتك، حيث يرغب الكثير من الأفراد في التعرف على الصور الشعرية التي كان يتبعها ويتبناها أبي نواس.
ما هي الصورة الشعرية عند أبي نواس
من الجدير بالذكر أن الأغراض الشعرية عند أبي نواس تعددت وكانت في اتجاهين وهما:
1- الاتجاه الأول
يضم هذا الاتجاه شعر أبي نواس المديح بالإضافة إلى الرثاء والطرد، حيث إنه حافظ على أنماط الشعر القديم وتقاليده مثل المطلع الطللي وركون النياق بالإضافة إلى استخدام غريب المفردات وغيرها.
وقد ابتدع بهذا عن التجديد ومن الممكن تعليل استخدام أبي نواس لأسلوب الأعراب الذي كان طاغيًا على قصائد المدح والطرد إلى محاولته في إرضاء اللغويين والعمل على إظهار مهاراته اللغوية، هذا بالإضافة إلى حرصه على مراعاة مقام الممدوح، حيث إنه كان يمتدح الخلفاء والوجهاء مثل هارون الرشيد.
أقرأ أيضًا: ما هي الصورة الفنية في شعر المتنبي .. أشهر الأشعار التي كتبها المتنبي
2- الاتجاه الثاني
تمثل هذا الاتجاه في قصائد أي نواس حول الهجاء والغزل والخمر، حيث إنه ابتعد فيها نهائيًا عن أنماط الشعر القديم وأساليبه كذلك وأخذ منحنى أكثر حداثة وتجديد.
أقرأ أيضًا: تحليل قصيدة نونية ابن زيدون كاملة .. والضمائر في نونية ابن زيدون
مظاهر التجديد في شعر أبي نواس
من الجدير بالذكر أن مظاهر التجديد في شهر أبي نواس في كل غرض من الأغراض الشعرية كان كما يلي:
1- الخمر
كان أبو نواس فريدًا عن غيره من الشعراء في قصائد الخمريات، حيث كانت غرض مستقل بذاته، وتمكن في قصائده أن يذكر جميع الجوانب التي تتعلق بالخمر، مع مراعاة القوة في الألفاظ والمعاني إلى جانب الاستخدام البديع للغة والصور الفنية المختلفة.
وقد ظهر التجديد في شعر أي نواس حول الخمر في اتجاهين مختلفين، حيث إنه اتبع في الاتجاه الأول الأسلوب القديم الذي يعمل على محاكاة أجداده، أما بالنسبة إلى الاتجاه الثاني فقد اتبع فيه أسلوبه الخاص وثار على النمط القديم.
وقد استعاض عن التأليف والتغني بالأطلال من خلال أسلوب أكثر واقعية والذي يعمل على عكس كانت عليه بعض مظاهر الحياة في العصر العباسي، وقد استخدم لغة سلسة وبسيطة تمكنت من عكس رفاهية عصره.
أقرأ أيضًا: ما هي مظاهر التجديد في قصيدة الكوليرا .. التحليل الموضوعي لقصيدة الكوليرا
2- الغزل
اشتملت الكثير من قصائد أبي نواس على الغزل وبالتحديد في الجارية التي أحبها وتمكنت من امتلاك قلبه.
3- الهجاء
أعطى أبو نواس القليل من اهتمامه في هذا الغرض، على الرغم من ذلك فقد شمل هجاؤه الكثير من الجوانب، والتي هي الهجاء السياسي بقسيمة هجاء العرب وبالتحديد النزاريين، مع هجاء الأمراء والوزراء وهجاء العلماء من اللغوين وأصحاب الكلام كذلك.
هذا بالإضافة إلى هجاء الندماء والشعراء، كما تم الإشارة إلى أن أبا نواس قد اتبع ذات النطمين الأساسيين في هجائه، وهما التمسك بالقيم والتقاليد التي ورثها عن أجداده مثل الجرير والفرزدق والتركيز كذلك على وصف القيم الجديدة التي كانت سائدة في الدولة العباسية وقد اقتدى بذلك أستاذه بشار.
4- الزهديات
كان أبو نواس بارعًا في الزهديات، وعلى الرغم من قلتها بالمقارنة بغيرها من القصائد الشعرية ولكنها كانت من أصدقهم في التعبير عن الندم والزهد، حيث عن أبا نواس قد كتبها في آخر حياته للتعبير عن توبته من الذنوب والمعاصي.
5- الطرديات
حصلت الطرديات على انتشار واسع في خلال العصر العباسي، وعبرت عن مجالات مختلفة منها ما هو نفسي واجتماعي وفني كذلك، حيث عملت على عكس الواقع حينها من خلال دلالاتها الرمزية، كما أكثر أبو نواس من النظم في هذا الغرض، حيث تفردت قصائده بعمقها والاستعارات الفنية الخيالية التي كانت مأخوذة من الواقع.
يعتبر أبو نواس واحد من أشهر الشعراء العرب في عصره، وهو الحسن بن هاني الحكمي، وتم ولادته في خلال الفترة ما بين 139-145 هجريًا لأب عربي وأم فارسية.