ما هي مقاصد سورة المطففين ومن هم .. سورة المطففين مكية أو مدنية
ما هي مقاصد سورة المطففين هي ما يجب أن يُلمّ بها كل مسلم ومسلمة؛ إذ إن القرآن الكريم الذي فيه كلام الله عز وجل قد أرسله الله إلينا لكي يُعلمنا، يغرس في قلوبنا معاني لن تصل إليه إلا بهذا الكلام المبارك والقصص العظيمة التي يتلوها علينا في كتابه، وعليه سوف نتعمق من خلال موقع منصتك في بيان أهداف سورة المطففين.
ما هي مقاصد سورة المطففين
قد يكون قرأ كثيرٌ من المسلمين سورة المطففين إلا أن قليلًا منهم قد يكونوا تمكنوا من فهم ومعرفة مقاصدها، ومن هنا سوف نطلع على أبرزها بحسب ما جاء في طروحات أهل العلم، وذلك على النحو التالي:
- المقصد الأول هو بيان الله عز وجل أن التطفيف من الأمور المحرمة.
- التحذير من القيام بالتطفيف مع توضيح عقوبته، توعد المولى المطففين وتذكيرهم المستمر بيوم الحساب علّه يكون رادعًا لهم.
- بيان كيف ينال الفجار سوء العاقبة بينما الأبرار والمتقين ينالهم حسن العاقبة.
- بشرى الله عز وجل للأبرار بأن كتابهم وصحائف أعمالهم في عليين وعلى العكس الفجار كتائبهم في أسفل سافلين.
- أيضًا تسلية وبشرى من الله للمؤمنين الذي يتعرضون للأذى والسخرية من الكفار في الدنيا أن الحال سينقلب في الآخرة وهم من سيضحكون منهم.
اقرأ أيضًا: ما هي معجزات سيدنا عيسى في سورة المائدة .. شرح سوره المائده
سبب نزول سورة المطففين
في صدد الحديث عن سورة المطففين وجبت الإشارة إلى سبب نزولها وهو نوضح أنه بحسب ما ورد في الأحاديث النبوية الشريفة أن النبي صلى الله عليه وسلم حينما هاجر وأصحابه إلى المدينة المنورة وجد من فيها وبالأخص تجارها يطففون.
ومعنى التطفيف أي الغش في الكيل والميزان؛ حيث يتفق مع المُشتري على وزن معين ولكنه يعطيه أقل منه، ومن أجل ذلك أنزل الله جلّ وعلا {ويل للمطففين} كوعيدٍ لهم وبيان بأن هذا الفعل لا يُرضيه.
ليكون رد فعل أهل المدينة بعد نزول تلك السورة هي الاستجابة، السمع والطاعة لأوامر الله وهذا بعينه ما أشار إليه أهل العلم بأنه من الأمور التي تُذكر لهم بأنهم لم يتكبروا على أوامر الله ولم يعصوها.
“عن عبد الله بن عباس قال: لمَّا قدمَ النبيُّ المدينةَ كَانُوا من أَخْبَثِ الناسِ كَيْلًا، فأنزلَ اللهُ عزَّ وجلَّ: ويْلٌ لِلْمُطَفِّفينَ، أَحْسَنُوا الكَيْلَ بعدَ ذلكَ” [حديث حسن].
اقرأ أيضًا: ما هو سبب تسمية سورة المرسلات بهذا الاسم .. تفسير سوره المرسلات
سورة المطففين مكية أو مدنية
{وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ أَلا يَظُنُّ أُوْلَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 1 – 6].
تلك هي الآيات الأولى من سورة المطففين والتي عليها اختلف أهل العلم في كونها مدنية أم مكية ذلك على الرغم من أنها نزلت في أهل المدينة حسب بعض الأحاديث النبوية.
إلا أن هناك باقة من العلماء يُرجحون أنها مكية مثل؛ الضحاك وابن مسعود، بينما باقة أخرى يذهبون إلى أنها مدنية مثل؛ عكرمة، ابن عباس، السدي والحسن بل إنهم يقولون إنها السورة الأولى التي نزلت في المدينة، وفي رواية أخرى لقتادة وابن عباس ذكروا فيها أن سورة المطففين مدنية إلا الثماني آيات الأخيرة نزلت في مكة.
{إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلاء لَضَالُّونَ وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [المطففين: 29 – 36]
اقرأ أيضًا: ما هي مقاصد سورة المدثر وفضل قرائتها وشرحها بالتفصيل
إن سورة المطففين من الضروري أن يطلع عليها قراءةً وتبيانًا كل مسلم؛ وذلك لكثيرٍ من الأسباب على رأسها التقرب من الله عن طريق كتابه، وأما الثاني فهو أن في تلك السورة حكمًا ومواعظ عديدة لا يمكن الغفلة عنها، لأن الكثير من الناس قد يقومون بهذا التطفيف ولا يعرفون أنه من الأفعال المحرمة ولا يعرفون حتى عقابها، ومن ثم وجب التنويه.