ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف عند المذاهب الأربعة
ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف عند المذاهب الأربعة؟ هل هو جائز أم لا؟ حيث يعتبر ذو أهمية كبرى للمسلمين في العالم أجمع، فتختلف الآراء في هذا الأمر فمنهم من يروا أنه حرام وغير جائز، ومنهم من يقيموا الأعياد ويسعدوا ويحتفلوا بخلق أشرف وأعز رجال المسلمين، لذا وعبر موقع منصتك نحاول عرض ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف عند المذاهب الأربعة.
ما هي المذاهب الأربعة؟ | الحنفي والشافعي والمالكي والحنبلي |
ما هو المذهب المتبع في السعودية؟ | أهل السنة والجماعة وتختلف مذاهبهم |
من هو أول مذهب في الإسلام؟ | المذهب الحنفي للإمام أبو حنيفة النعماني |
ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف عند المذاهب الأربعة
بالتأكيد أنه يوم مميز في حياة كل المسلمين، يوم ولادة أعز الخلق على الأرض، لا سيما أن الكثير من الناس يحتفلون بهذه المناسبة وكأنها عيد لهم، واختلفت التفسيرات والأقاويل حول صحة هذه الاحتفالات أو خطأها، فيختلف مذهب عن مذهب ويرى الناس بعض الناس أنها بدعة، والآخر يرى أنه أمر جائز، وسنحاول شرح حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف عند المذاهب الأربعة فيما يلي:[1]
1- حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف عند المذهب الحنفي
عند توضيح حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف عند المذاهب الأربعة يجب أن نبدأ بمذهب الإمام أبو حنيفة النعماني، ففي حقيقة الأمر أنه بداية احتفال الناس بالمولد النبوي ترجع إلى أول ثلاثة قرون من الهجرية، وبدأ ذلك الأمر في عهد الفاطميين، ولم يحتفلوا فقط بهذا اليوم ولكن كان لهم ما يقرب من 27 عيد وأبرزهم يوم عاشوراء، وولادة فاطمة وولادة الحسن والحسين.
واختلفت آراء والمختصين في هذا الأمر وإباحته أو تحريمه، فيجد بعض الناس أنها فرحة كبيرة للمسلمين والبعض الأخر اعتقدوا بدعة من بعض الأشخاص وتم إتباعها وتنفيذها بشكل خاطئ وساذج، وذهب علماء المذهب الحنفي ووضحه حكمهم فيما يلي:
- الاحتفال بالمولد النبوي الكريم ليس شيء من سنة الرسول، كما أنه لم يقم بالاحتفال أي أحد من الخلفاء الراشدين أو الصحابة.
- كما أوضحوا أنه لا يجوز أن يقوم الشخص بفعل أي شيء لم يذكر في السنة أو القرآن لمحاولة التقرب من ربنا وأشاروا إلى أن ذلك من الممكن أن يضر بالدين وكماله.
- أوضحوا أنه تقليد واضح للمشركين والنصارى في احتفالهم بمولد المسيح وهو ما نهى عنه الرسول.
اقرأ أيضًا: ما حكم من لم يخرج زكاة الفطر
2- حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف عند المذهب الشافعي
في المذهب الشافعي انقسم الناس إلى رؤية البعض أنها بدعة حسنة والبعض في إنها سيئة، فالبعض أشار إلى أنه احتفال وتعبير عن المحبة دون الإساءة أو ما شبه لا يضر، وهناك من أشار إلى أن البدع كلها ممنوعة سواء كانت بحسنة أو سيئة، ومن أهم الآراء ما يلي:
- قال الشيخ نوح أحد كبار علماء هذا المذهب في الأردن: أن الاحتفال ليس إلا أسلوب حضاري للتعبير عن المحبة والاعتزاز به وإشارة واضحة إلى الالتزام وعدم ارتكاب أي مخالفات شرعية ووافق على ذلك العديد من العلماء ومن أبرزهم السبكي وابن حجر.
- وضح لنا محمد رشيد رضا في كتاب تفسير المنار أنها بدعة وأن الله عز وجل منع وحرم البدع بكل أساليبها إن كانت حميدة أو ذميمة ووافق هذا الرأي على محفوظ الشافعي الأزهري.
3- حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف عند المذهب المالكي
المذهب المالكي المنسوب إلى مالك بن أنس الأصبحي والذي يعتبر ثاني المذاهب في القدم، ويرى هذا المذهب أنها بدعة لا يمكننا أن نحتفل بها، ودللوا بعدم احتفال الرسول بأي يوم في أي وقت بعيد مولده، كما أنه لم يحتفل الصحابة أو الخلفاء بهذا اليوم على مدار تاريخهم.
وأشاروا علماء المذهب المالكي بأن هذا اليوم بدعة والاحتفال به غير جائز بنسبة كبيرة، ويعتبروا بأنه أمر غير مقبول أن يحتفل الناس بيوم أو بعيد دون سند ودليل واضح من القرآن أو السنة، مما يجعل حكمهم قوي ويتم الأخذ به في الكثير من الأحيان.
اقرأ أيضًا: ما حكم زكاة الفطر للجنين في بطن امه
4- حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف عند المذهب الحنبلي
بعدما وضحنا العديد في ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف عند المذاهب الأربعة لم يتبقى إلا المذهب الحنبلي، المذهب الفقهي الذي ينسب إلى الإمام أحمد بن محمد بن حنبل، والجدير بالذكر أن أحمد لم يؤلف كتاب عن الفقه بل أتخذ أصحابه من اٌقواله وأفعاله وهكذا.
ولم يتم ذكر أي شيء في المذهب الحنبلي عن صحة الاحتفال بالمولد النبوي أو عدمه، ولكن الكثير من أتباع هذا المذهب وضحوا أن هذا اليوم لا يكون غرضه الاحتفال أو التعظيم ولكنه تذكير إلى يوم ميلاد الرسول، وإنما من يحتفل ويبالغ قد يكون يرتكب بدعة وفعل ليس لها أساس من الصحة في القرآن أو السنة.
بعدما أجبنا عن سؤال ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف عند المذاهب الأربعة، فبالتأكيد يوم المولد النبوي أحد أعظم الأيام في تاريخ البشرية، ولا يمكننا أن ننسى هذا اليوم، مما يحثنا على الفخر بديننا ورسولنا.