نقد الفلسفة البراجماتية واضح .. أبرز فلاسفة المذهب البراجماتي

نقد الفلسفة البراجماتية واضح .. أبرز فلاسفة المذهب البراجماتي
نقد الفلسفة البراجماتية

ما نقد الفلسفة البراجماتية؟ حيث تم توجيه النقد لهذه الحركة الفلسفية، التي ظهرت في الولايات المتحدة الأمريكية، في الربع الأخير من القرن التاسع عشر، وكان لها تأثير على الفلاسفة والمفكرون في مختلف المجالات، مثل علم النفس والاجتماع، والقانون، والتعليم، وغيرها، ومن خلال موقع منصتك سنعرض نقد البراجماتية.

نقد الفلسفة البراجماتية

نقد الفلسفة البراجماتية

استخدم عالم النفس الأمريكي ويليام جيمس مصطلح الفلسفة البراجماتية للمرة الأولى عام 1898 في دراسة له تحمل اسم المفاهيم الفلسفية والنتائج العلمية، ويشاع أنه قام بصياغته سي إس بيرس قبل أن يستخدمه جيمس بثلاثة عقود تقريبًا، وقد وجهت الإنتقادات لهذه الفلسفة، وفيما يلي نقد الفلسفة البراجماتية:

1- إن الفلسفة البراجماتية لا تقدم بحت إيجابي يخُص الحقيقة، إذ أنها مجرد منهج يتم استخدامه من أجل اكتشاف الأفكار الخاطئة، والتي ليس لها أثر عملي، وهي حركة سلبية، إذ أنها تهدف فقط لاستبعاد الأفكار الغير صحيحة، ويُعد الاستبعاد منهج سلبي للكشف عن الحقيقة، ولا يُعد منهج إيجابي بأي حال من الأحوال.

2- لاحظ عدد من الباحثين هذا الامتداد الغير مشروع لفكرة المنفعة، فقد كان جيمس، وأصحاب الفلسفة البراجماتية يفخرون باتساع أفقهم، ولكن الحق أن هذه الروح تبلغ حدًا يعمل على القضاء على كل معنى لكلمة النافع، فمعنى النافع هو ما يفي بحاجة حيوية، ولكن البراجماتيين قد أضافوا على الكلمة معاني أخرى، حتى أصبحت لا تدل على النافع ذاته.

حيث يوجد حاجات تعمل على حفظ الحياة، واستمرارها، وبذلك يمكن أن نُطلق عليها اسم الحاجة، كما يمكن أن نُطلق اسم الحاجة على ما يعبر عن الميول الوجدانية، مثل الحب، التقدير، الاحترام، والأشخاص الحاقدين يرغبون في رؤية الآخرين تعساء، والإنسان في حاجة إلى الإيمان بالله، بالإضافة إلى وجود حاجات عاطفية، وعقلية، مثل الحاجة إلى إعمال العقل.

3- إن تطبيق الفلسفة البراجماتية على المعتقدات الدينية يعتبر كارثة، وذلك لأننا لا نسلم بالحقائق الدينية فقط لأنها نافعة في نظرنا، ولكن لأنها حقائق في حد ذاتها، بغض النظر عن الفائدة، وإننا لو سلمنا بذلك المعيار البراجماتي لكانت أي عقيدة هي حقيقة لمن يرى أنها نافعة له.

4- إن الفكر البراجماتي يركز على الفرد، ويعلي من قيمة الفردية، وبذلك فهي تعكس الفردية الممزقة التي انتشرت في أمريكا خلال القرن التاسع عشر، وهذه الفردية بكل ما يتعلق بها من غياب التنظيم والغموض، تجعل الأفراد في حالة عجز عن تحمل النظام، والرقابة.

أقرأ أيضًا: من هي هيباتيا شهيدة الفلسفة

مبادئ الفلسفة البراجماتية

قامت الفلسفة البراجماتية على مجموعة من المبادئ، ومن أبرزها ما يلي:

1- عدم وجود قيم نهائية

 إن المبدأ الأساسي للفلسفة البراجماتية أن الإنسان يقوم بخلق قيمه الخاصة أثناء مسار نشاطه، ولا يوجد قيم راسخة يمكن أن يكون باتباعها فيما هو آتٍ، وايضًا الحقائق الثابتة عند كافة البشر، تعتبرها البراجماتية هي منتجات من صنع البشر، وكل ما يحقق هدف الإنسان يعتبر مشروعًا، ومن الهام أن تكون النتائج مُرضية، بغض النظر عن الوسيلة.

أقرأ أيضًا: ما هو تعريف الفلسفة

2- التأكيد على أهمية النشاط

إن تركيز الفلسفة البراجماتية منصب على النشاط الفعلي، وليس الأفكار، وذلك لأن الأفكار في منظورهم تنتج من النشاط، ومن أبرز إسهامات البراجماتية أنها أدخلت مبدأ التعلم بالممارسة.

3- الإيمان بالمرونة

ترى البراجماتية أنه ليس هناك شيء ثابت في هذا العالم، وكل شيئ من الممكن أن يتغير ويتطور، ويُعاد تشكيله، وبما أن العالم يتغير، فإن حياة الفرد تتغير ايضًا.

أقرأ أيضًا: ما هي نظريات علم الجمال

أبرز فلاسفة المذهب البراجماتي

اشتهر عدد كبير من فلاسفة المذهب البراجماتي، والذين كانت لهم إسهامات عدة، ومن أبرزهم ما يلي:

  • وليام جيمس: يُعد أول من استخدم مصطلح البراغماتية للمرة الأولى، وهو مؤسس علم النفس الحديث.
  • تشارلز ساندرز بيرس: مُبتكر مصطلح البراغماتية، وهو عالم منطفي، استخدم إسهاماته الفلسفية في إنشاء الكمبيوتر.
  • جورج ميد: من مؤسسي علم النفس الاجتماعي.
  • ويلارد فان كوين: من أشهر فلاسفة القرن العشرين، من المدافعين عن الفلسفة التحليلية، والتي تدين بالبراغماتية السابقة.

من خلال المقال السابق نكون قد عرضنا نقد الفلسفة البراجماتية، إن الفلسفة البراجماتية هي فلسفة لا تتمسك بالمثل العليا، ولا القيم الدينية، واعتبرها النقاد منهج سلبي، ولا تُعد منهج إيجابي بأي شكل من الأشكال.